ومن صفات الخيل الشجاعة: ـ
لقد لفتت شجاعة الحصان العربي أنظار هواة الخيل في الـعالم، خاصة بـعد أن شاهدوه يتحلى بهذه الصفة في المعارك الحربية، وفى رحلات صيد الـوحـوش المفترسة، ويصف ' أفنبورت ' الجواد العربي بأنه: يتحلى بشجاعة وحماسة لا مثيل لها.ويقول ' براون ' في خيل الصحراء: ' ويتميز الجواد العربي الأصيل عن باقي أنواع الخـيول بشجاعته المنقطعة النـظير، فهو لا يخشي الأسد والنمر، بل إنه يُستخدم في الهند لصيد هذه الحيوانات الوحشية
ومن صفـاته أيضاً الـوفـاء: ـ
فالحصان العربي إذا انطلق بعيداً عن مربطه فهو لا يُـخطئ طريق عودته مهما بعُدت المسافات، وذلك يرجع إلى انتمائه ووفائه الذي يـؤكده موقفه النبيل عندما يسقط الفارس من فوق ظهره، فهو يظل إلى جانبه يـحرسه ويحاول إفـاقته من غيبوبته وإنهاضه من رقدته.
صورة لخيل وهي تقفز فوق أحد الحواجز في في ميدان السباق
وقد حدث في إحدى الدورات النهائية لـبطولة العالم في القفز على الحواجز التي أُقيمت في ألمانيا الغربية عام 1983م، وهى من أصعب مـباريات الفروسية، إذ تبلغ مسلحتها سبعة كيلو مترات يتخللها 32 حاجزاً متفاوتاً الإرتفاعات .. حدث أن سقط الفارس السويسري ' آ رنست بومان ' من فـوق ظهر جـواد عربي أصيل وارتطم رأسه بخشبة الحاجز فلقي مصرعه. فـوقف جواده حزيناً بجوار جثـمانه كأنه ينتظر صحوته من غيبوبته.وعـندما وصل المشرفون وفـريق الإسـعاف زمجر الجـواد في هيجان، واعترضهم عنـد نقل الجثمان في مركبة الإسعاف، فاضطروا إلى وضع الجثمان على ظهره، وأن يعودوا بهما من ساحة السباق كأنه انتهى.وقد نشرت الصحف هذا الحادث في صفحاتها الأولى مـشيرة إلى مبلـغ وفاء الجواد العربي.
ولعل أبلغ قصص وفاء الحصان العربي حـادث آخر وقـع في مصر منذ عـدة سنوات أبرزته الصحف في حـينه، وخلاصتـه: أن أحـد أصحاب مزارع إنتاج الخيول كان شغوفاً بجواد معين في مزرعته، يرعاه بنفسه، ويعتني كثيراً بنظافته وإطعامه وتدريبه، وفى صباح أحد الأيام فـيما كان الرجل يتفقد خيول مزرعته كعادته، أُصيب بنوبة قلبية سقط على إثرها فاقد الحياة على مشهد مـن جواده المحبب، فأضرب الجواد عن الطعام والشراب منذ ذلك اليوم، وتملكته حالة عصبية مصحوبة باضطراب وهياج كلما حاول إنسان الاقتراب منه، وفشل الطب البيطري فـي عـلاجه، ولما يئس من الانتظار تحرر من مربطه وانطلق نـحو مرتفع في المزرعة فسقط ونفق على الفور، وفارق الحـياة التي رحـل عنها صاحبه !!
ومن صفاته أيضاً الأصالة: ـ
تقول الليدي ' روث ' والتي تخصصت في أصل الجواد العربي وصفاته: (( إنك لا تستطيع أن تجد بلداً في العالم تـرتع فيه الأحصنة دون أن تتذكـر أن أصل هذه الأحصنة لا بد و أن يكون فيها دم حصان عربي .. إنه من أقدم السلالات .. وهو كستنائي اللون في العموم، يميل إلى الاحمرار، ويـكسوه جـلد أسود، وتـدل ملامحه وممارسته في الميدان والمزرعة والسباق أنه قـوى الاحتمال بخبب فـلا تسمع لخطواته جعجعة مزعجة، حسن الشكل بتناسق، نبيل ذكى، متنبه الحواس، يدرك فوراً طبيعة الشخص المـقترب منه فلا يسلـس قـياداً إلا لمن يـعرف شئونه.
و أخيـراً من مواصفات الخيل العربي:
ثمة علامات ملازمة للحصان العربي وهى: قصبة الأنف المقعرة، وابتعاد الذنب عن الجسم، كما يتميز ذنب الحصان العربي بأنه يرتفع بشكل جميل إذ يأخذ شكل ريشة نعام، ورأسه مخروطي الشكل، ومنخراه واسعان، وعيناه واسعتان ذوات نظرات ذكية، وأهدابهما طويلة سـوداء، وأذنـاه صغيرتان موجهتان دوماً إلى الأمام، وجلده رقيق تشف من خلالـه عـروقه، وشعر جلده قصير، وعـنق أنثاه مقوسة، وعند الذكر مثلثة قوية عريضة القاعدة، وبين محور الجسم الأفقي ومحور العنق زاوية منفرجة إلى أعلى, صهوته عريضة وجبهته عـريضة، وعُرفه طويل ناعم حريري، وكذلك شعر ذؤبته. كما يتميز بالخطو الراقص، واللفتة السريعة