**الهجرة النبوية**
إذن الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة :
فقد اذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة الى المدينة ، وقد ذهب اليها من كان قد هاجر للحبشة ، فتجهز لها ابو بكر فقال له الرسول الكريم : على رسلك فإني ارجو ان يؤذن لي، فقال له ابو بكر وهل ترجو ذلك بابي انت ؟ فقال: نعم ، فرق ابو بو بكر السمر أرعة اشهر وقد عد لذك راحلتين ، وذات ظهيرة ذهب الرسول الكريم الى ابو بكر مقتنعا ، فعلم انه ما جاء الرسول الكريم في هذا الوقت الا حاجة ،فقال الرسول الكريم :قد اذن لي بالخروج ،فصاحبه ابو بكر.
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابو بكر الصديق رضي الله عنه::
مضى الاثنان الى الهجرة فلحقا بغار ثور وامضيا ثلاث ليال فيه بسبب ملاحقة قريش لهما فخشي ابو بكر لو ان احد من قريش طأطأ راسه لرأهما فاسكته النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : اثنان الله ثالثهما .
ومن ابرز الشخصيات في هذه الرحلة :
1- عبد الله بن ابي بكر : فقد كان ياتيهم باخبار النهار في الليل حتى ياذوا حذرهم فقد كان غلاما واعيا ومثقفا
2- اما الشخصية الثانية فهي اسماء بنت ابي بكر(التي لقبت بذات النطاقين بعد هذه الحادثة ) : حيث كانت تجهز لهما السفرة في الجراب ولم تجد ما تربطه به الا نطاقها فقطعته بالنصف وغطت الجراب به .
3- وكان في الشخصية الثالثة عام بن فهيرة وهو مولى ابي بكر :فقد كان يرعى منحة من الغنم ، وقد كان ياتي بشراب لبن المنجة في كل ليلة من الليالي التي قضوها في الغار
4- واخر تلك الشخصيات الدليل الذي استاجره الرسول الكريم وابي بكر ليصحبهما من غار ثور حيث كان حاذق بالدلالة وكان من بني الديل ، وقد كان معهما عامر بن فهيرة فاخذ بهما الدليل طريق الساحل
وفي اثناء ذلك اتى رجل الى مجلس كان يجلس فيه سراقة بن مالك بن جعشم فقام اليه من بين الجالسين في المجلس فقال له : اني ارى اسودة بالساحل اراها محمدا واصحابه .
وصوله النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة :
واقبل النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وهو مردف ابي بكر وهو شيخ معروف في المدينة ،فقد شاب شعره وكان معروفا لانه كان يمر عليهم في سفره للتجارة اما انبي الكريم فلم يشب وكان بعيد العهد بالسفر،فكان اهل المدينه يسالون عن النبي الكريم فيقول لهم ابو بكر :هذا رجل يهديني السبيل ،ولقوا في رحلتهم الزبير بن العوام حيث كساهم ثيابا بيضاء .
وفي يوم طال انتضاره بالنسبة لاهل المدينة ، نظر احد يهود المدينة من الأطم(وهو حصن مبني من الحجارة ) لامر كان يبحث عنه وينتظره فابصر النبي صلى الله عليه وسلم معه اصحابه فصرخ باعلى صوته هذا جدكم(اي بختكم وحضكم )الذي تنتظرون ،وقد أُدخلوا مكه آمنين ، ونزلا عند بني عمرو بن عوف فقام ابو بكر وجلس النبي الكريم ،فطفق بعض من الانصار الذين لم يشاهدوا النبي يحي ابو بكر حتى اصابت الشمس الرسول الكريم فظلل ابو بكر النبي بردائه فعلم الانصار انه النبي صلى الله عليه وسلم فسال عن أي بيوت اهلهم اقرب ورد عليه ابو ايوب بان بيته الاقرب وان هذه داره وهذا بابه فأمره النبي بان يذهب ويهيء لهم مكان يقيلون فيه فقال له ابو ايوب : قوما على بركة الله .
إسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه وموقف اليهود منه :
كان عبدالله سلام سيد اليهود وابن سيدهم وأعلمهم وابن اعلمهم لكنه سمع بالاسلام فقرر الذهاب للرسول صلى الله عليه وسلم واعلان اسلامهم وطلب منه انا يسال اليهود عنه ، فطلبهم وسالهم عن عبدالله بن سلام فاجابوا بانه سيدهم وابن سيدهم واعلمهم وابن اعلمهم ،فسالهم : ارأيتم ان اسلم (ثلاث مرات ) وفي كل مرة يجيبونه :ما كان ليسلم ،فناداه الرسول فخرج اليهم وقال لهم : يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا اله الا هو انكم لتعلمون امه رسول الله وانه جاء بحق،فقالواكذبت ،فخرجهم الرسول صلى الله عليه وسلم
بناء مسجد قباء والمسجد النبوي:
لبث النبي الكريم بضعة عشر ليلة واسس مسجد قباء وصلى فيه ،وركب راحلته فسار خلفه الناس حتى بركت به الناقة فقال :انشاء لله المنزل وقد بركت الراحلة في مربد للتمر لسهيل وسهل (وهما غلامان يتيمان)،فساومهما عليه فرفضا الا ان يهبا له ،فرفض النبي وابتاعه منهما ثم بنى المسج النبوي في مكان المربد وكان ينشد الشعر ويدعو :اللهم ان الاجر اجر الاخرة فرحم الانصار والمهاجره .
**المؤخاة بين المهاجرين والأنصار **
ان من اروع الأمثلة عندما اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع (وكان كثير المال )،فقد قال سعد بن الربيع لعبدالرحمن بن عوف : قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا ،ساقسم بيني وبينك شطرين،ولي امرأتان فانظر أعجبهما اليك فأطلقها حتى اذا حلت تزوجتها .فذهب عبدالرحمن الى سوق بني قينقاع واشترى افضل شي من السمن والأقط فرأى النبي في طريقه وساله ما شانك فاجابه بانه تزوج امرأة من الأنصار
وكان من اجمل الأمثلة الأخرى حين اتى رجل الى رسول الله فقال له :يا رسول الله لقد اصابني الجهد ،فارسل النبي الى نسائه فلم يجد عندهم شيء،فسال الرسول الكريم الموجودين ما اذا كان احد يمكن ان يستضيفه فيرحمه الله ،فقال رجل من الأنصار :انا يا رسول الله ،فقال لامرأتهانا تكرم الضيف ولا تدخر شيئا ،فردت عليه بانه لا يوجد الا قوت الصبية فقال:هيئي طعامك ،وأصبحي سراجك ونومي عشاءك اذا أرادو عشاءً.
ففعلت ما امرها به ثم قامت تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه انهما يأكلان فباتا جائعين ، وعندما اصبح الرجل قال له انا الله عجب من فعالكما وقال عز وجل : " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم قصاصة ".
ولهذا امر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء لاصحابه وعدم سبهم .
**غزوة بدر**
خرج الى بدر فوجد رجلين من المشركين احدهما قرشي والأخر مولى لعقبة بن ابي معيط ،فأما القرشي فانفلت واما المولى اخذ للنبي الكريم حتى يعرف عددهم فابى الملى ان يجيب فساله النبي عن عدد الإبل اتي ينحرون فاجابه المولى بانها عشرة كل ليلة ..فايقن نبي الله انهم الفا وان الجزور (الابل) لمئة ، وكان المسلمون كل ثلاثة لبعير وكان عدد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومها ثلاث مئة وتسعة عشر رجلا .
فاستقبل النبي الكريم القبلة ورفع يديه ودعا حتى سقط الرداء من على منكبيه فارجه ابو بكر رضي الله عنه على منكبي الرسول وطلب منه الكف عن مناشدة الله لان الله سوف ينجز ما وعده به .
وعند فوات قافلة ابي سفيان للمعركة استشار اصحابه ،فوقفوا بجانبه وشدوا من ازره وقالوا له انهم جميعا تحت إمرته وتصرفه .واستقبل النبي الكريم القبلة ودعا على بعض من المشركين:عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبي جهل بن هشام.. فوضع يده على الأض وقال هذا مصرع فلان،فما ماط احدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعند بداية المعركة تردد عتبة بن ربيعة القتال مع المشركين الا ان ابا جهل قال له ان ما يرده هو الخوف ،فارد ان يبين لابي جهل انه ليس باجبنهم فاخذ معه شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ،واراد عتبة ان يبارز ابناء عمه من بني طالب فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم كل من علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب .فقتل المشركون الثالثة في تلك المبارزة وجرح عبيدة
وكان على في تلك الغزوة فتيان عن يمين وشمال عبدالرحمن بن عوف وقد حدثهما احدهما سرا يريد معرفة ايهم ابو جهل وذلك لعهد عاهده لله بان يقتله او يموت دونه وكذلك فعل الأخر وكان الاثنان ابنا عفران :معاذ ومعوذ فانقضا عليه فضرباه،فقتلوا يومها سبعين واسر وا سبعين .
وقد استشار النبي الكريم باصحابه ليرى ما الذي يفعله بالأسرى فكان رأي ابو بكر العفو مع اخذ الدية لانهم ابناء الم والعشيرة بينما كان راي عمر بان يضرب على اعناقهم لانهم ائمة الكفر وصناديدها ،فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي ابو بكر ولم يأخذ برأي عمر بن الخطاب.
وفي تلك الغزوة ايضا اصيب حارث بن سراقة فسالت امه نبي الله اذا كان في الجنة فتصبر وتحتسب،فرد عليها قائلا: ويحك اهبلت انت أو جنة واحدة هي؟؟ انها كثيرة وانه في جنة الفردوس .
**غزوة أحد**
كانت غزوة احد ردا لثار المشركين عن اهلهم الذين قتلوا في بدر، وقد اجتمع الرسول الكريم بخمسين من الرماة وأمرهم بعدم مغادرة اماكنهم حتى لو كان النصر حليفهم الا بأمر من النبي الكريم ،وفي الجزء الأول من المعركة قتل المسلمون سبعة من المشركين وبدت الغنائم وفيرة وخالف الرماة الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم فاستغل المشركون الفرصة فحولوا الهزيمة الى نصر،فقد استغل المشركون الوضع وقتلو سبعون مسلما ومنهم : اليمان بن جابر رضي الله عنهما ومصعب بن عمير وأنس بن النضر وحمزة بن عبدالمطلب حيث وضع له وحشي (وهو غلام جبير بن مطعم) كمينا تحت الصخرة لقتله فضربه بحربته في ثنته(تحتسرته) حتى خرجت من بيم ركبتيه) وبهذه المعركة اصيب الرسول فكسرت رباعيته وكذلك بيضته(اي خوذته)،وفي تلك المعركة امر الرسول بعدم غسل الشهداء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة .
وقد قال علي بن ابي طالب بأنه لم يسمع النبي يجمع بين ابويه لاحد إلا لسعد فقد قال :ارم ،فداك ابي وأمي
**حادثة الأفك**
لقد تعدى المنافقين والمشركين حدودهم وذلك بعد اتهامهم الرسول صلى الله عليهوسلم في عرضه الشريف الطاهر،حيث قذفوا زوجه الطاهرة المصون بالافك ايات من سورة النور فقد قال تعالى :"غن الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم".
** غزوتي الخندق وبني قريظة**
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم الى الخندق وهو اليوم الذي تحزب فيه الأحزاب على الرسول صلى الله عليه وسلم وكان المهاجرين والأنصار يحفرونه في غداة باردة حول المدينة ،وعندما احس النبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه الجوع العطش ساندهم في حفر الخندق ، وفي تلك الغزوة منع المشركين الرسول الكريم من أداء الصلاة حتى احمرت الشمس فأرسل الله ريحه على المشركين ،وأمر الرسول الكريم احد أصحابه وهو حسان بن ثابت بأن يهج الشعر للأحزاب،لأن جبريل معه فقد قال:اهج المشركين فإن جبريل معك .
وما إن انتهت غزوة الخندق حتى ذهب الرسول الى بيت ووضع سلاحه كي يغتسل ويستريح ،فأتاه جبريل فنفض الغبار من رأسه ،وقال لنبي الله :وضعت السلاح؟!والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح ،اخرج اليهم فسأله النبي الكريم إلى أين؟،فأشار جبريل عليه السلام إلى بني قريظة .
وفي الغزوة كادت جراح سعد بن معاذ تبرأ، فدعا ربه بانه إذا وضعت الحرب أوزارها بينهم وببين قريش فاجعل موتي فيها ،فانفجرت جراحته وسال دمه حتى مات ، وفي جنازته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موضوع بين ايديهم : اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ،وكانت جنازته خفيفة وذلك لان الملائكة كانت تحملها معهم .